26/08/2016
حرب الجبناء في سوريا
د. نزار بدران
ماذا فعل أطفال وأبناء حلب وسوريا، لروسيا وبوتين، حتى يستحقوا كل هذه الهمجية، والقتل القادم من السماء؟ غير مطالبتهم بالحرية.
صوت الحرية القادم من دمشق ودرعا وحلب وحمص وحماة، هو الذي أخاف قيصر الكرملين، فصوت الحرية عال وقوي، ويصل إلى كل مكان. صوت الحرية هذا سيصل للشعب الروسي، وإن تحرك فلن يُبقي على بوتين ولا على نظامه.
حرب الجبناء الروسية، هي حرب الخائف المُرتعد الأوصال، من صحوة شعبه، يريد عن طريق إسكات أصوات الآخرين في سوريا أن يطفئ نورها ونارها بموسكو.
أن يُقتل الأطفال والنساء، وتُدمر المدن بدون أي هدف عسكري، هي حرب الجبان، الذي يستقوي على الضعيف، لمعرفته بعدم امتلاك الثوار السوريين، لأسلحة قادرة على إسقاط طائراته.
حرب الجبناء، تتجلى في ضرب المدنيين، عندما يعجز “أرباب القوة” عن هزيمة المقاتلين، ليستعملوا التجويع وحصار المدن والقرى السورية، وسيلة لإسكات صوت الحرية. طائرات بوتين وصواريخه المُجنحة القادمة من إيران ومن البحر، لم تمنع الثوار من فك حصار حلب، ولم تمنع الشعب السوري من الالتفاف حول ثورته.
هل حقاً روسيا تولستوي وبوشكين وغوركي وتشايكوفسكي، الذين غنوا وأغنوا الإنسانية وقدموا لها روسيا الأدب العالمي، روسيا الفن والموسيقى، ستقبل طويلاً أن يقودها إلى المجهول مُجرم حرب؟. أبناء روسيا هم أيضاً تواقون إلى الحرية، ويتذكرون صمود ستالينغراد أمام الهمجية النازية، وسيصلهم لا محالة صوت أطفال حلب، ولن يقبل شعب روسيا أن يُلطخ تاريخه بهذه الجرائم، كما فعل هتلر في زمنه بألمانيا .
تحالف الجبناء، بموسكو وطهران، المرتعدون خوفاً من صحوة شعوبهم حتما ولو بعد حين، لن يُفيدهم شيئاً، فصوت الحرية أقوى وأعلى من انفجارات صواريخهم، وأزيز طائراتهم.
انهزم السوفييت في أفغانستان أمام المجاهدين، وسقط الاتحاد السوفيتي بقوته وجبروته وقنابله الذرية والهيدروجينية وآلاف صواريخه الموجهة. وتحررت دول أوروبا الشرقية من قبضة الروس، التي استمرت سبعون عاماً، ولم تستطع القوة العسكرية الشيوعية، الأكبر بالعالم، أن تمنع ذلك.
انتصر السود بجنوب أفريقيا، ولم تستطع حوالي نصف قرن من الفصل العنصري وقوة البيض العسكرية، وقنابلهم النووية من منع ذلك. وانتصر الشعب التشيلي على حكم العسكر، رغم آلة القتل الرهيبة، التي وضعها بينوشيه، لوئد الديمقراطية.
انتصر الشعب الفيتنامي، على جيش أمريكا، رغم قنابل النابالم، وآلاف الغارات الجوية وآلاف القتلى. وقبل ذلك، انتصر الشعب الجزائري الأعزل على المستعمر الفرنسي المُدجج بالسلاح، وغاندي المُسالم على الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس.
صوت الحرية هو دائماً أعلى وأقوي من صوت المدافع والطائرات، حتى لو حمله أطفال بعمر عمران، الخارج من أنقاض بيته، أو إيلان الذي قذفه البحر على الشاطىء. فلا نامت أعين الجبناء.