# بدنا نروح الضفة # بدنا نروح غزة د.نزار بدران
تعم حاليا شبكات التواصل االجتماعي حملة شبابية فلسطينية مطالبة بحرية الحركة والتنقل للمواطنين بين أجزاء الوطن الواحد شعاراتها )# بدنا نروح الضفة، # بدنا نروح غزة(، وشعارات مشابهة أخرى. على الرغم من بساطة هذه الشعارات اال انها تعبر حقا عن تغيير عميق في فهم النضال الوطني الفلسطيني وربطه بالقيم االنسانية لهذا الزمن. حق االنسان بالتنقل والسفر الى أي مكان والعودة الى وطنه متى شاء، هو حق مؤسس لقانون حقوق االنسان لألمم المتحدة، فما بالك بحق االنسان بالتنقل داخل وطنه نفسه. منذ سنوات عديدة خصوصا منذ بداية هذا القرن ومع انتهاء مرحلة التحرر الوطني للعديد من الشعوب بالعالم ودخولها الى عالم الديكتاتوريات في اغلب األحيان كدولنا العربية، او الى عالم الرأسمالية المنتصرة في مناطق أخرى، دخلنا الى مفهوم أولوية حقوق االنسان وحقوق الفرد على أي اعتبار آخر، هذا ما رأيناه خصوصا مع ربيع الشباب العربي ضد األنظمة الشمولية في مصر وتونس وغيرهما، المطالبة بالحرية والكرامة والعدالة، ظهر بعد ذلك في دول أخرى ديمقراطية ضد توحش الرأسمالية كإسبانيا كحركة )المستائين _البوديموس( التي حققت انتصارات في االنتخابات االقليمية والمحلية قبل بضعة أيام وحركة “احتل وول ستريت”، وغيرها. ان نضع مفهومنا لحقوقنا الوطنية من منطلق حقوق االنسان هو برأيي بداية رائعة لتموضع جديد للحركة الوطنية الفلسطينية حتى نستطيع ان تأخذ نفسا وتجمع حولها طاقات جديدة محلية وعربية وعالمية. المطالبة بتحرير فلسطين ثم اختصار ذلك على إقامة دولة فلسطينية على ارضي 76 المحتلة، ثم القبول باقل من ذلك ) اتفاقيات أوسلو(، لم يعد برايي الهدف االسمى الذي يجب ان نستمر بمحورة نضالنا وعملنا من اجله، فقد فشلنا في ذلك منذ اكثر منذ اكثر من سبعة وستين عاما، بينما إعادة ربط حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني بحقوقه اإلنسانية وربط النضال الفلسطيني بالنضال ضد الفصل العنصري كما حدث في جنوب إفريقيا وليس الى تأكيده عن طريق إقامة دويالت جديدة هي اقرب الى جمهوريات الموز الديكتاتورية منه الى مفهوم الحرية، هو اقرب الى استعادة حقنا في فلسطين. لم يطالب نيلسون مانديال بدولة للسود بجانب دولة للبيض، بل رفع شعار ” ون مان ون فوت” أي كل مواطن له نفس الصوت ونفس الثقل لتحديد مصير بلده. الربط بين حقوق المواطنة والحقوق الوطنية وليس االكتفاء فقط بتلك األخيرة كما حدث عندنا، المطالبة امام القانون الدولي والمجتمع المدني العالمي بحق الفلسطيني المقيم بالقدس بالتملك واعتباره مواطنا اصيال وليس مقيما زائرا، حق أبناء الضفة وغزة والقدس وفلسطين المحتلة عام 84 بالتنقل الى أي مكان في موطنهم االم، حقهم في انتخاب ممثليهم وحقهم في التعليم والبناء، حق الالجئ بالعودة الى قريته، كل هذه حقوق مدنية اتفقت عليها شعوب األرض والقانون الدولي والرأي العام العالمي وليست شعارات سياسية وطنية قد تكون مصدر خالف واخذ ورد. وضع هذه الحقوق في قلب مطالبنا الوطنية سيوصلنا ان احسنا استعمالها الى وقفة الرأي العام العالمي والغربي معنا، كما فعل في جنوب افريقيا وسيفضح زيف دولة إسرائيل وسياستها العنصرية ممهدة الطريق لحملة مقاطعة اقتصادية وسياسية فعالة، والتي بدأ تأثيرها يظهر للعيان. فهنيئا لشبابنا وشاباتنا بمبادرتهم التي تستحق منا بكل تأكيد التعريف والدعم.
DOWNLOAD LINK
https://nizarbadran.files.wordpress.com/2016/02/d8a8d8afd986d8a7-d986d8b1d988d8ad-d8bad8b2d8a9.pdf