فدوى سليمان زهرة الشعراء

نشر بالقدس العربي

د. نزار بدران

Sep 04, 2017

فدوى سليمان تذهب قبل الأوان، وتتركنا كالأيتام، صدحت بأغاني الثورة وكتبت أرهف الأشعار. هي التعبير الأقرب إلى النقاء في زمن معتم، وظلامها الساطع لم يمنعها من رؤية الأمل وضوء الشمس القادم، جمعت الشعب السوري بمظلة المحبة والود، جمعت أبناء وبنات الشام، لم تفرق بين طرطوس ودمشق أو درعا واللاذقية.
لم تهجر حمص، ولكنها أبعدت عن جسدها الرقيق لون دم الذين سقطوا تحت زخات رصاص الغربان الباحثين عنها بين أنقاض المدينة.
لم تأت لاجئة لفرنسا، بل لتحكي أملها وصورة سوريا المقبلة، وهو ما فعلت لآخر لحظة في حياتها.
إيمانها بانتصار المحبة بين أبناء الأم الواحدة، لم يضعضعه ضجيج سكاكين الذبح، ولا شلال الدم السائل، ولا موت الأطفال خنقا بالغازات الكيميائية.
ماتت فدوى وتركتنا ثكالى، ماتت ولكن لن تموت كلماتها ولا قصائدها،
لها منا هذه القصيدة (الهدية) فهي زهرة الثورة الحمراء القانية النقية الباقية حية بعيون أطفال سوريا المبهورين بصورة البدر بعيونها، وقلوب كل عشاق الأزهار. القصيدة كتبتها سهى بدران وهي مترجمة عن اللغة الفرنسية:

الزهرة الحمراء

أنت يا زهرة الحدائق الضائعة
حمراء قانية كالدم السائل على الثلج
يا ابنة الياقوت أيتها الجوهرة الصخرية
يا من تلمعين كالشمس مثل نار أسطورية
كنت تعطرين أمسيات ليالي الشتاء الباردة
وكأننا نتجول بأروقة حديقة سماوية
تستريح الملائكه على بتلاتك المخملية ليلا
لتصحو وتشرب ندى الصباح
أيتها الزهرة الحمراء
أتيت من عالم تتعطر فيه النساء بماء ورد البرتقال
وتلون الآلهة خديها بالزهر لتقترب منك
يا زهرتي الحمراء
يا من ترعرعت وتفتحت تحت نور نجم ساطع
بفضله ما استطاع الضباب أن يحجب ظل القمر
من تجرأ على قطفك
أنت يا زهرة الشعراء والمحبين والحالمين؟

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s