الإرهاب في إيران كسلطة مطلقة

 

الإرهاب في إيران كسلطة مطلقة

نزار بدران

قامت السلطات الإيرانية، بحسب تصريحات رسمية، لنائبة الرئيس الإيراني لشؤون المرأة والعائلة، السيدة شهيندخت مولاوردي، بإعدام كل الرجال في قرية سكانها من أصول بلوشية، وذلك بتهمة المُتاجرة بالمخدرات. هذه المناطق الفقيرة المُهمشة، التي لا يجد أهلها ما يعينهم على العيش، في أغلب الأحيان، إلا تجارة المخدرات، كما يحدث ذلك في كثير من الدول، من آسيا وأمريكا اللاتينية، وشمال أفريقيا واليمن وحتى سيناء وغيرها. فهل قتل الناس، بدون تمييز ومحاكمات صورية، وترك الأطفال أيتاما، والنساء أراملا، هو ما يحل مشكلة الفقر وتجارة المخدرات؟.

قتل المواطنين بالجملة، هو في الحقيقة، العقاب الوحيد الموجود في دساتير دول الإرهاب، كما هو موجود في المجموعات الإرهابية، مثل “داعش”، فهي لا تُعرف المواطن، إلا كعبد للسلطة، يُؤمر ويُنِفذ، وإلا فعقوبته الإعدام. الاحتجاج على السلطة، أو طلب الإصلاح، جريمة يُعاقب عليها داخل إيران، بالإعدام، ويُعلق الناس على أعمدة الكهرباء والرافعات.

الدول الفاقدة الإنسانية، هي التي تستمد سلطاتها ونفوذها وقوتها، وما تتصوره شرعيتها، من مصادر غير الشعب، فهي إما من عند الله مباشرة، ككثير من الملوك ومُدعي الإمامة والخلافة، أو من قوة الجيش والعسكر، والمليشيات المُسلحة، والأمثلة في بلادنا كثيرة.

النموذج الإيراني للتعامل مع مطالب الناس، ينطبق على النموذج السوري والمصري وغيرهم كُثر. الشعب يُعتبر في هذه الدول، العائق الرئيس أمام السلطة، لأنه بمطالبه يفضح، عمليات النهب الجارية لثروات الوطن أو لجهد الفقراء. لا وجود للقانون فيها، إلا لحماية السلطة من الشعب، المواطن يُعتبر مُتملقاً إن سكت، ومُزعجاً للأمن العام إن احتج أو طالب بحق من حقوقه.

في هذه الدول، كلما تعددت مصادر ثرواتها، وزاد دخلها، كلما زاد حِنق السلطة على الناس، الذين يُطالبون بحصتهم من الثروة، وهذا ما سنراه برأيي قريباً في إيران، بعد رفع العقوبات، فمن يتصور أن هذا سيصب في مصلحة الشعب الإيراني مُخطىء، لأن سلطة آيات الله قد تشتري جزئياً السلم الاجتماعي، ببعض الدعم لهذا القطاع أو ذاك، لكن مُعظم الثروة والأموال المُستعادة، ستذهب لتمويل حروب لا طائل منها، وحرس ثوري، يزداد شراسة لقمع الناس. أما الإصلاحيون الإيرانيون، فهم الأبناء الشرعيون للمحافظين المستبدين، ولن يُسمح لهم، بالتحرك والمناورة إلا بمقدار ما سيُجملون الوجه القبيح لهؤلاء المحافظين.

وحده حراك الشعب الإيراني، للمطالبة بديمقراطية حقيقية، ودولة منفتحة، على كل مكونات المجتمع، الديني والعرقي والفكري، في اُطار احترام قواعد الحضارة العالمية، وحقوق الإنسان، والقيم المُتفق عليها، هي القادرة على إعادة إيران، إلى مصاف الدول الحامية لأبنائها، والسائرة في طريق النمو الاقتصادي والرخاء، وما ذلك على الشعب الإيراني العريق بعسير، بعدما رأينا الحراك الأخضر لعام 2009، وما سُكوته طوال هذه السنوات، إلا تحت تهديد الإرهاب السلطوي، مُتذرعاً بالحصار ألاقتصادي لتبرير فساده وإفقار الأمة، ودخوله ودعمه لحروب خارجية.

هذا العذر لم يعد موجوداً الآن، وأصبحت الطريق مفتوحة، لتطور حراك جماهيري ديمقراطي، لإخراج إيران من أزماتها، وفتح الطريق لحلحلة أزمات أخرى بمنطقة الشرق الأوسط، إيران طرف فيها.

اٌلإرهاب في إيران كسلطة مطلقة DOWNLOAD LINK

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s